ساعات كثيرة تمضي من أعمارنا بلا فائدة تذكر ونعلم أنها مضت ولن تعود وأننا أضعناها في العبث
واللهو ولم نستثمرها كما يجب
دقات قلب المرء قائلة له
إنّ الحياة دقائق وثواني
التنظيم يجعلنا نستثمر الوقت بما
ينفع والنجاح يحتاج إلى الإتقان ترتيب الأوليات بشكل جيد،
الانتظام في أوقات الصلاة ، ثم القيام بالعمل في وقته
المحدّد، وبعد ذلك لا بأس من الترويح عن النفس. ليكن في جدولك حيِّز للقراءة...ولا بد للإنسان أن يستثمر مواهبه وطاقاته في الإبداع، إذ الإنسان بحاجة لأن يعبّر عن طموحاته وتطلّعاته، واستثماره لها سيفتح أمامه - دون شك - أبواب النجاح على مصراعيها.
ولكن للأسف نعيش - كمسلمين - من الناحية العملية حياة كسل ونوم في الغالب، فلا نعمل في يومنا أكثر من 5 ساعات، وهكذا يضيع من وقت كل مسلم ما يزيد على 5 ساعات يومياً. وهذا خطأ سوف نُسأل عنه في الآخرة، ونعاني من آثاره السلبية في الحياة الدنيا.
فما بالنا وديننا يطالبنا بذلك كي نكون كما أرادنا المولى عزّ وجلّ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}... (آل عمران: 110
العبادات والزمن
المغزى من الإشارات القرآنية للزمن والوقت أنّ القرآن الكريم: أعطى أهمية بالغة للزمن، فقد ارتبطت معظم العبادات في التشريع الإسلامي بمواعيد زمنية محدّدة وثابتة كالصلاة والصيام والحج؛ بحيث إنّ أداءها لا يتحقق إلاّ عن طريق الالتزام بأوقاتها حسب اليوم والشهر والسنة.
ولقد وردت في القرآن الكريم عدّة آيات يقسم فيها الله تعالى بالزمن ومكوّناته؛ الأمر الذي يشير إلى الأهمية الكبيرة التي أولاها الله سبحانه وتعالى للزمن، وأنه من القضايا المقدّسة في الحياة، والتي يجب النظر إليها نظرة واعية متفهّمة؛ باعتبار أنّ الله تعالى اتخذها عنواناً يقسم به على أهمية الحقائق التي يريدها. فقال تعالى في سورة العصر: {وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}، وفي سورة الضحى: {وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إذا سَجَى، مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}، وفي سورة الليل: {وَاللَّيْلِ إذا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إذا تَجَلَّى، وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}، وفي سورة الشمس: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَالْقَمَرِ إذا تَلَاهَا، وَالنَّهَارِ إذا جَلَّاهَا، وَاللَّيْلِ إذا يَغْشَاهَا، وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا، وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا، وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}.
ونستنكر تَعَوُّدَ عدد غير قليل من المسلمين على إهدار الوقت في التسلية، ويعلّلون ذلك بقتل وقت الفراغ لديهم، فنقول: ألا يعلم هؤلاء أنّ الوقت هو الذي يقتلهم، فاللحظة التي تنقضي تذهب بلا رجعة، والصحة لن تظل أبد الدهر، والعاقل هو الذي يغتنم كل لحظة من عمره في طاعة الله والتقرُّب إليه.
وإذا نظّم المسلم وقته استطاع أن يحقق أهدافه، ويصل لغايته دون إجحاف بحق من الحقوق الواجبة عليه. وكثير من الصحابة والمسلمين الأوائل الذين سجّلوا نجاحات باهرة في ميادين الحياة المختلفة؛ استطاعوا أن ينظموا أوقاتهم ويستثمروها.
ويحدد مقدار الاستفادة من الوقت الفارق ما بين المسلم الحق الجاد القادر على التأثير في مجتمعه وحركة تطوُّره، وبين المستهتر الذي لا يقدّر الأمور حقّ قدرها ويمثل عبئاً على مجتمعه وهدر طاقته. النظرية الإسلامية أنّ الوقت هو الحياة: (بمعنى أنه أغلى من المال(
لكننا لا نهتم بالوقت، حيث تعوّدنا على الحركة البطيئة، وردّ الفعل المتأخر، وعدم الاحتياط والتخطيط للمستقبل، بل والتصدِّي للتغيير إن كان للأفضل، والتصميم على السير على النظم المعمول بها في الماضي، ونحن نتحدث كثيراً عن أهمية الوقت، وأنّ الوقت كالسيف؛ لكن التطبيق العملي مفقود؛ إذ يوجد لدينا انفصام بين ما يُقال، وبين ما هو موجود فعلاً.
ويجب أن ينظّم المسلم وقته، وتتم عملية التخطيط بتحديد الأهداف بحسب أهميتها، ثم يقسّم الوقت على تلك الأهداف في حدود الأعمال المطلوب إنجازها لتحقيق كل هدف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق